كـُنـُوزُ القرآن: لكل متدبر يسعى

خلقت أحداث الحادي عشر من سبتمبر خلطا غريزيا غريبا عاما في الغرب حول العقيدة الإسلامية، وتجنيا كبيرا على عباد الله وخلقه من المسلمين في كل الدنيا. وتأتي الغرابة في إسراع العامة، بالدفع الذاتي أو بالحفز الإعلامي، إلى إدانة الإسلام والمسلمين أجمعين .. على فعل شائن ارتكبه نفر قليلون لم تتأكد على الإطلاق هويتهم، ويعتقد انتسابهم إلى العقيدة الإسلامية على نحو أو آخر. وهذا موقف لم يُعرف له نظير في العالم كله على مدى التاريخ البشري قديمه وحديثه. فعلى سبيل المثال لم يحدث على الإطلاق أن أدان أحد العقيدة المسيحية والمسيحيين أجمعين على الفظائع التي ارتكبها الصليبيون في القرون الوسطى باسم المسيحية، أو تلك التي ارتكبها النازيون والفاشيون إبان الحرب العالمية الثانية .. وهم الآخرون مسيحيون وأبشع أفعالهم كانت أيضا من موقع التعصب والتطرف المسيحي. ومثل هذا وذاك ما ارتكبته إلى عهد قريب جدا، وربما لم تزل تزاوله لليوم، جماعة "كو كلوكس كلان -" Ku Klux Klan في عقر الدار الأمريكية ذاتها. وفي ضوء تلك التطورات المفزعة، وضح للكاتب بأن العالم بحاجة حقيقية إلى استعادة توازنه الذهني والنفسي، من خلال اكتشافه لما يزخر به الإسلام من كنوز الحكمة في التعامل: إذ أن الدين الحنيف هو حقا وصدقا رسالة العدل والعقل والإحسان والرحمة بين البشر.